الضربات الإيرانية على إسرائيل، سُميت العمليَّة في إيران الوعدُ الصَّادق (بالفارسيَّة: وعده صادق)، هي هجمات عسكريَّة جويَّة محدودة بطائرات مُسيَّرة وعددٍ من الصَّواريخ البالستيَّة شَنّها الحرس الثوري الإيراني، بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية في العراق، وحزب الله اللُّبناني وأنصار الله الحوثي اليمني في ليل 13 أبريل وحتى فجر 14 أبريل 2024 على إسرائيل.
الأحداث الواردة في هذه المقالة هي أحداث جارية وقد تكون عرضة لتغيرات سريعة وكبيرة. |
كانت هذه الحملة الهجوميَّة ردَّ فعل على الغارة الجوية الإسرائيلية على القًنصليَّة الإيرانية في دمشق في 1 أبريل، والتي قتل فيها 16 شخصًا منهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس، وهي أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل منذ بداية حرب الوكالة الإيرانية الإسرائيلية بعد الثورة الإسلامية الإيرانية، كما عُدَّ الهجوم هو الأول من نوعه الذي تتعرض له إسرائيل من قبل دولة في المنطقة منذ الضربات الصاروخية التي شنها العراق في فترة حكم الرئيس صدام حسين عليها إبان حرب الخليج الثانية منذ أكثر من ثلاثة عقود، وُصِّفَ نطاق الهجوم بأنه من بين أكبر الهجمات التي شوهدت في الحروب الحديثة.، ووصفته مصادر بأنه أكبر الهجمات الجوية بالطائرات المسيرة في التاريخ، ووصفته أيضًا وسائل إعلام إسرائيلية بأنه الأقسى من ناحية الأهمية والسياق، منذ قيام إسرائيل.
الضربات الإيرانية على إسرائيل 2024 | |||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الصراع الإيراني الإسرائيلي خلال الحرب الأهلية السورية، وصراع إسرائيل وإيران بالوكالة، والحرب الفلسطينية الإسرائيلية 2023، وهجمات حزب الله على إسرائيل 2023، والصراع الإيراني الإسرائيلي 2024 | |||||||||||||||
صواريخ إيرانية فَوقَ قبة الصخرة ومن المحتمل اعتراض بعضها | |||||||||||||||
معلومات عامة | |||||||||||||||
| |||||||||||||||
المتحاربون | |||||||||||||||
إيران بدعم من': | إسرائيل بدعم من': | ||||||||||||||
القادة | |||||||||||||||
علي خامنئي (المرشد الأعلى) | بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء إسرائيل) | ||||||||||||||
الوحدات | |||||||||||||||
الحرس الثوري الإيراني هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية | الجيش الإسرائيلي | ||||||||||||||
القوة | |||||||||||||||
|
| ||||||||||||||
الخسائر | |||||||||||||||
حسب إسرائيل: اعتراض 99% من الصواريخ والطائرات المسيرة | حسب إيران: تضرر قاعدتي رامون ونفاطيم الجويتين حسب محلل إسرائيلي: إصابة مبنى في محيط مفاعل ديمونا النووي وتضرر قاعدتيّ نافطيم ورامون | ||||||||||||||
ملاحظات | |||||||||||||||
أُصيبت طفلة بدوية من النقب بشظايا وعولج ما لا يقل عن 31 آخرين من إصابات طفيفة عرضية أو من الهلع | |||||||||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
ذكرت قوات الدفاع الإسرائيلية أن إيران أَطْلَقَت أكثر من 300 صاروخ، منها نحو 170 طائرة مُسيَّرة وأكثر من 120 صاروخ باليستي، وادَّعت أن الغالبية العظمى من الصواريخ اعتُرِضت بنجاح. شملت عمليات الاعتراض الإسرائيلية تلك التي نَفَّذهَا نظامي حيتس 3 ومقلاع داوود. كما شاركت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن بقوات لاعتراض الطائرات المُسيَّرة والصواريخ الإيرانية، بينما نَشَّرَت فرنسا سفنها البحرية. ووفقًا لإيران، كانت المسيرات انتحارية من نوع شاهد 136، وهي مسيرات مُصممة لمواجهة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المذكور أعلاه، بحيث يمكن للعشرات من الصواريخ الباليستية في الموجة الثانية أن تخترق النظام.
اُعتُرِض عدد قليل من الصواريخ، بينما سبب صاروخًا واحدًا ضررًا طفيفًا للقاعدة الجويَّة نيفاطيم في جنوب إسرائيل، والتي لم تخرج عن الخدمة وبقيت تعمل. أفاد الأردن بسقوط بعض الشظايا على أراضيه، دون وقوع أضرار أو إصابات كبيرة. بينما أُبْلِغَ عن إصابة طفلة من بدو النقب، بسبب تعرضها لإصابة من قبل جزء من الصاروخ. أصيب كذلك 31 شخصًا آخر بإصابات طفيفة عرضية أثناء هروبهم إلى المناطق المحمية. وفي اليوم التالي قال مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة إن الهجمات "يمكن اعتبارها قد انتهت".
ندد عدد من رُؤساء الدُّول والمنظمات في الأمم المتحدة، بالهجوم الإيراني على إسرائيل، وكان معظمهم يُحذر من خطر توسُّع نطاق الهجمات إلى حرب إقليمية شاملة.
منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، أعلنت إيران عدائها لإسرائيل، واعتبرتها محتلة للأراضي الفلسطينية، ودعمت حركة حماس بالمال والسلاح، وقدمت تدريبًا عسكريًّا لأعضائها، كما دعمت إيران بقية الفصائل الفلسطينية المقاومة، ومنها: حركة الجهاد الإسلامي، وحركة الصابرين حصن. واتُهِمت إيران بمساعدة حزب الله أثناء حربه مع إسرائيل عام 2006. تتهم إيران أيضًا بقيامها بعمليات ضد إسرائيل والتخطيط لها، وبعضها من خلال حرب الوكالة.
تتهم إسرائيل كذلك بتنفيذها لعدد من العمليات ضد إيران، منها اغتاليها لعدد من العلماء النوويين الإيرانيين، ودعمها لحركة مجاهدي خلق (المصنفة كإرهابية في إيران) بالمال والسلاح. منذ 2011، وخلال الحرب الأهلية السورية، زادت حدة الصراع بين إسرائيل وإيران بشكل واضح.
في 7 أكتوبر 2023، نفذت حركة حماس والفصائل الفلسطينيَّة، هجومًا كبيرًا على منطقة غلاف غزة التي تسيطر عليها إسرائيل، مما أدى إلى نشوب حرب بين الطرفين. ردت إسرائيل بشن الغزو الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي أدى، بحسب وزارة الصحة في غزة، إلى مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني في غزة حتى 13 أبريل 2024. واتهمت إيران إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
بعد السَّابع من أكتوبر، بدأ حزب الله، المدعوم من إيران في لبنان بقصف مناطق حدوديَّة شمال إسرائيل. كان هناك أكثر من 4,4 آلاف حادث وقصف مُتبادل سجلت بين حزب الله وإسرائيل منذ بداية الحرب، وقد أُخْلِيَ نحو 100 ألف مستوطن إسرائيلي من شمال إسرائيل منذ بدايه الصراع. وأطلقت إيران عدد من الصواريخ البالستية على أربيل، وذلك في مساء يوم 15 يناير 2024، وقالت إنها استهدفت مقر لعملاء الموساد. كما تم اتهام إيران بمساعدة أنصار الله الحوثيون في هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، على الرغم من نفي إيران للدعم. وقامت الفصائل العراقية المدعومة إيرانيًا بشن هجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا والأردن واستهداف بعض الأهداف داخل إسرائيل.
في 1 أبريل 2024، أغَارَ الطيران الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية المجاورة إلى السفارة الإيرانية في دمشق، سوريا، وقتل 16 شخصًا، من بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي، والذي يُعد قائدًا كبيرًا في فيلق القدس التابع للحرس الثَّوري الإيراني بجانب سبعة ضباط آخرين. وبعد الحادثة بقليل، تعهدت إيران بالانتقام ضد إسرائيل، وقد ادَّعت إيران أن المبنى كان جزءًا من مجمع السفارة، بينما زعمت إسرائيل أنه مبنى يستخدم من قبل الحرس الثوري ويقع خارج مجمع المجاورة من السفارة. نددت دول ومنظمات الدولية عديدة بالهجوم الإسرائيلي، بينما نفت الولايات المتحدة التورط في العمليَّة أو المعرفة السابقة.
في الأسابيع التي تلت الهجوم على القنصلية، حذرت دول غربيَّة عديدة منها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، إيران من مهاجمة إسرائيل، قائلة إن مثل هذا الهجوم سيكون تصعيدًا كبيرًا ويمكن أن يؤدي إلى رد عسكري من قبل الغرب ضد إيران. كما حذرت تل أبيب، إيران من أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى رد عسكري إسرائيلي مباشر على الأراضي الإيرانية. وبحسب ما ورد، فقد اتخذت المملكة العربية السعودية والإمارات وعمان والكويت خطوات عدة لمنع الولايات المتحدة من استخدام قواعدها في أراضيهم لشن هجوم محتمل ضد إيران. في أوائل أبريل 2024. في المقابل أرسلت إيران رسالة عبر السفارة السويسرية إلى الولايات المتحدة، تهدد فيها بمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في حالة دعمها في عدوان إسرائيلي محتمل. كما عبَّرت إسرائيل عن أن إيران ستتحمل العواقب في حال اختارت تصعيد الموقف.
وفي أولى الخطوات الانتقاميَّة الإيرانيَّة، وتحديدًا قبل يومٍ من العمليَّة الهجوميَّة، تبنت إيران مسؤولية الاستيلاء على السفينة البرتغاليَّة "MCS ARIES" والمملوكة جُزئيًا إلى إسرائيل، وذلك في مضيق هرمز.
شنت إيران هجومًا بطائرات مسيرة استهدفت إسرائيل مساء يوم 13 أبريل 2024. وشمل الهجوم عشرات المسيرات الانتحاريَّة وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين. بينما قدرتها وسائل إعلام إيرانيَّة مبدئيًا بنحو 50 طائرة مسيَّرة. وقد تحدثت وكالة الأنباء الإيرانيَّة عن مصدر مُطلع بإطلاق دفعة أولى من الصَّواريخ الباليستيَّة نحو إسرائيل. بينما نفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صواريخ باليستية تجاهه. وقد نشرت الإذاعة الرَّسميَّة الإسرائيليَّة أنباءً عن انطلاق مُسيَّرات من اليمن نحو منطقة إيلات والبحر الأحمر تُشارك في الهجمة.
أطلقت إيران عشرات المسيرات والصواريخ خلال الهجوم. شوهدت المسيرات والصواريخ في أجواء العراق، كما شوهدت سماء غزة خالية من أي طائرات مسيرة أول مرة منذ 7 أكتوبر.
قصفت إسرائيل بالمدفعية مُحيط بلدتي كفر شوبا، وحلتا، ووادي برغز في جنوب لبنان تزامنًا مع الهجوم الإيراني. قَصَفَ حزب الله المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية في الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل بصواريخ غراد تزامنًا مع الهجمات الإيرانية.
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق 100 مسيرة باتجاه إسرائيل. واعترضت طائرات عسكرية أمريكية وبريطانية عدة مسيرات فوق الحدود العراقية السورية، شاركت سفن البحرية الأمريكية في اعتراض المسيرات والصواريخ المهاجمة، وسُجل أول استخدام في المعركة لصاروخ ستاندارد ميسايل 3 المضاد للصواريخ. وأعلنت الأردن أن دفاعاتها الجوية ستسقط أي مسيرات تنتهك مجالها الجوي. ووجهت إيران تحذيرًا للدول التي ستفتح أجوائها أو أراضيها لهجمات إسرائيلية عليها، ونقلت وكالة أنباء فارس عن مصدر قوله إن طهران تراقب عن كثب الأردن الذي قد يُصبح «الهدف التالي في حال أي تحرك (لصالح إسرائيل)». وفي نحو الساعة 2:00 صباحًا بالتوقيت المحلي، سمعت انفجارات قوية في القدس، بينما كانت صفارات الإنذار تنطلق في عدة أنحاء من إسرائيل والضفة الغربية والبحر الميت.
تلا هجوم المسيرات إطلاق الموجة الأولى من الصواريخ الباليستية، وأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي إسقاط 10 صواريخ كروز خارج الحدود، تزامن ذلك بكشفه أولى التقارير عن الخسائر جراء الهجوم الإيراني التي تفيد بإصابة قاعدة للجيش جنوبي إسرائيل بأضرار طفيفة بالبنية التحتية، إلى جانب إصابة مطار عسكري وجرحت طفلة بدوية بجروح خطيرة في منطقة عراد في النقب. ونشرت فيديوهات وصور لاعتراض الصواريخ الإيرانية وهي تطير فوق الكنيست والمسجد الأقصى في القدس، وصور ومقاطع فيديو لها وهي تسقط على قاعدة رامون الجوية.
أعلنت بعثة إيران في الأمم المتحدة انتهاء الهجوم الإيراني بعد عدة ساعات من انطلاقه وأضافت «إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر سيكون الرد الإيراني أكبر بكثير».
أطلقت إيران ما بين 100 إلى 500 مسيرة وصاروخ على أقصى تقدير تزامن ذلك مع إطلاق الحوثيين مسيرات من اليمن وإطلاق حزب الله 28 صاروخًا تجاه الجولان المحتل. ادعت إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن وفرنسا أنها اعترضت أغلب المسيرات والصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها. تمكنت بعض الصواريخ الإيرانية من الوصول إلى جنوب إسرائيل وسقطت في النقب حيث أصابت سبعة صواريخ قاعدة رامون الجوية وأفادت وكالة إرنا الإيرانية أن هذه الصواريخ من نوع خيبر. وقالت إسرائيل إن القاعدة أصيبت بأضرار طفيفة. نجم عن اعتراض أحد الصواريخ فوق النقب سقوط شظايا أصابت طفلة بدوية (7 سنوات) بجروح خطيرة في رأسها كما عولج 31 إسرائيليًا من إصابات طفيفة نتيجة التدافع نحو الملاجئ أو من نوبات الهلع. تكبدت إسرائيل 1.35 مليار دولار في ليلة واحدة تكلفة صد الهجوم الإيراني.
ظهر مقطع متداول لإيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي) تحدث فيه عن السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى ثم ذكر أن الهجوم الإيراني تسبب في تدمير قاعدتين عسكريتين لإسرائيل، وأن ذلك أدى إلى مقتل عدد من الجنود (دون التوضيح إن كان يقصد أنهم قتلوا في السابع من أكتوبر أو نتيجة الضربات الإيرانية)، كما نُشرت صور أقمار صناعية لقاعدة نفاطيم الجوية تظهر أضرارًا في المباني والمدرجات وحظائر الطائرات. وفقًا لتحليل إسرائيلي لصحيفة معاريف فإن اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية جرى بنسبة 84% فقط، كما ذكرت إصابة واحدة بمبنى في محيط مفاعل ديمونا النووي، ورجحت أيضًا تضرر قاعدتيّ نفاطيم ورامون العسكريتين، وذكرت الصحيفة أن التحليل جرى وفق صور الأقمار الصناعية. حسب التقارير الأخرى، أصيبت قاعدة رامون بخمس إصابات نتيجة سقوط 4 صواريخ عليها، وأظهر التقرير إصابة منطقة جبل الشيخ بطائرة مسيرة خلافًا للرواية الإسرائيلية التي تؤكد عدم وصول أي طائرة مسيرة.
وفقًا للمحلل واصف عريقات فإن إسرائيل تتعمد التستر على هذه الإصابات للمنشئات العسكرية المهمة حفاظًا للحالة المعنوية للجنود، كما أكد أن الجيش الإسرائيلي يصدر بياناته بما يخدم مصلحة إسرائيل، واحتمل انخفاض نسبة اعتراض المسيرات والصواريخ من 84% إلى 50% لاحقًا. كما اعتبر محللون آخرون كون إسرائيل تتعمد التقليل من أهمية الضربات الإيرانية والتستر على الأضرار والخسائر التي سببتها، مستشهدين بسخرية وتستر إسرائيل على الأضرار التي سببتها الهجمات الصاروخية العراقية عام 1991، حتى اعترفت بالخسائر بعد مدة طويلة. كما رأى البعض الآخر أن رواية إسرائيل حول القضاء على غالبية الصواريخ الإيرانية غير صحيحة، بسبب رؤية الصواريخ في الأجواء.
بالمقابل وصف بعض المحللين الرد الإيراني بأنه «حفظ لماء الوجه» بسبب تواضع نتائجه، خاصة مع طلب بايدن من نتنياهو عدم الرد على الهجوم. فيما أشار محللون آخرون إلى أن إيران تهدف من خلال هذه الضربة إلى إرسال رسائل سياسية وأنها قادرة على ضرب إسرائيل في حال حدوث أي هجوم منها، وأنها كشفت ضعف الدفاعات الجوية والقبة الحديدية في صد الصواريخ الإيرانية التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية. ويرى فايز الدويري أن الرد الإيراني كان مدروسًا بدقة وذلك خوفًا من أي تصعيد يقود المنطقة إلى حرب شاملة، واعتبره «رد اعتبار» يُجبر إسرائيل على إعادة حساباتها في حال قررت مهاجمة الأراضي الإيرانية. كما قال عبد الباري عطوان: إن إسرائيل «فقدت هبيتها وأمانها» بعد تلك الضربات.
وصف جون بولتون الهجمات بأنها سببت «فشل هائل للردع الأمريكي الإسرائيلي» ووصف رفض جو بايدن شن هجمات انتقامية على إيران بأنه «أمر محرج». ساهم الرد الإيراني في تعميق الخلافات الداخلية الإسرائيلية بشكل أكبر، حيث وجهت انتقادات كبيرة لرئيس الأركان هرتسي هليفي ولقادة إسرائيليين أخرين، وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بأن «حكومة نتنياهو يجب أن ترحل لأنها ستجلب المزيد من الخراب لإسرائيل».
شنت إسرائيل سلسلة من الهجمات الانتقامية على مواقع عسكرية إيرانية في 19 أبريل. وتشير التقارير إلى أن أحد هذه الهجمات وقع بالقرب من أصفهان. كما أُبلغ عن وقوع انفجارات في مواقع عسكرية في سوريا والعراق. مع نفي إيراني وقوع هجوم خارجي.
لا يُعرف أبعاد الهجوم في ظل تكتم الطرفين وخلص بعض المحللين إلى أن طائرات إسرائيلية أطلقت صواريخًا باليستية، يُرجح أنها من نوع بلو سبارو، فأصابت رادار يتبع بطارية دفاع جوي من نوع إس-300 في القاعدة القتالية الثامنة لسلاح الجو الإيراني في أصفهان، كما ظهر من تحليل صور الأقمار الصناعية. فشل أحد الصواريخ في الوصول إلى هدفه وسقط في العراق. فيما صرح مسؤولون إيرانيون أن أصوات الانفجارات التي سُمعت كانت ناجمة عن إسقاط وسائل الدفاع الجوي الإيراني لمسيرات صغيرة وأن منشآتهم النووية آمنة تماماً ومن بينها منشأة نطنز في أصفهان حيث سُمعت الانفجارات.
أما في العراق، هز انفجار قاعدة كالسو التي يستخدمها الحشد الشعبي مما أدى إلى وقوع أضرار مادية وسقوط قتيل وثمانية مصابين على الأقل، ووجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل. واستهدفت غارات جوية إسرائيلية مواقع للجيش السوري في محافظتي السويداء ودرعا جنوبي سوريا. وشملت الغارات استهداف مطار الثعلة العسكري في السويداء وكتيبة رادار تقع بين إزرع وقرفا في درعا.
خرج الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع احتفالًا بالهجوم في عدد من المدن، منها طهران وقم، وتجمهر الآخرون أمام مرقد قاسم سليماني في كرمان للاحتفال، وشهدت الاحتفالات رفع أعلام حزب الله اللبناني وصور لقاسم سليماني، مع ترديد عبارات الموت لأمريكا ولإسرائيل، وإطلاق للألعاب النارية. وخرج الآلاف من المواطنين اللبنانيين للاحتفال بالهجوم الإيراني في الضاحية الجنوبية.
وفي العراق شوهدت الصواريخ والمسيرات الإيرانية أثناء مرورها فوق عدد من المدن، وتجمهر مواطنون عراقيون واحتشدوا أمام السفارة الإيرانية في بغداد، والقنصلية التابعة لها في كربلاء، وعبروا عن فرحهم وتأييدهم للضربات. كما انطلقت في البصرة مسيرة للحشد الشعبي وبعض العشائر تأييدًا للرد، ونُشر مقطع فيديو في صباح يوم 14 أبريل لباعة في سوق الحلة الكبير بمحافظة بابل وهم يقومون توزيع المأكولات والمشروبات مجانًا على المواطنين ابتهاجًا بالهجوم الإيراني، كما شهدت المدينة بخروج مسيرة احتفالية في نفس اليوم. تفاعل العديد من الفلسطينيين النازحين في غزة بعد رؤيتهم للصواريخ والمسيرات الإيرانية في أجواء إسرائيل، كما عبر الصحافي الفلسطيني عبود بطاح عن شكره لإيران. ومع وصول الدفعة الأولى من الصواريخ والمسيرات شهدت نابلس تكبيرات من قبل الأهالي بعد رؤيتهم للصواريخ والمسيرات كتعبير عن الفرح، كما شوهدت الصواريخ والمسيرات في مدن فلسطينية أخرى منها جنين والقدس. ونشر فديو متداول لسيدة فلسطينية تصرخ بـ «لبيك يا حسين» وذلك بعد اختراق الصواريخ والمسيرات الإيرانية أجواء إسرائيل. وأثناء عبورها على الخليل، شهدت المدينة فرح وابتهاج وتكبيرات الأهالي، ورددوا عبارات مثل: «لبيك يا غزة» و«لبيك يا خامنئي» وشعارات الموت لأمريكا ولإسرائيل والثأر لغزة. فيما علق محمد هنية عبر حسابه في تويتر: «من رفح.. نشاهد قصف إيران لفلسطين المحتلة. ليست مسرحية.. وإذا كانت كذلك، فأكثروا منها، نحن نُحبها»، كما تفاعل فلسطينيون آخرون وعبروا عن فرحتهم بالرد الإيراني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تداوَلَ نُشَطاءٌ على مواقع التواصل الاجتماعي بأن توقيت الرد الإيراني صادف ذكرى يوم غزوة الخندق التي وقعت بين المسلمين بقيادة النبيُّ مُحمَّد والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية ومن بينهم يهود بعد أن نقضوا عهدهم مع النبي، وذلك في الخامس من شوال عام الخامس بعد الهجرة وفقَ مصادرٍ، إذ أشار البعض أن الرد كان يحمل دلالاتٍ تاريخية مَقصودةٍ ومُعَبِرة.
الضربات الإيرانية على إسرائيل 2024 في المشاريع الشقيقة: | |
|
ويكي الأخبار بها أخبار متعلقة: هجوم جوي إيراني على إسرائيل 2024 |
This article uses material from the Wikipedia العربية article الضربات الإيرانية على إسرائيل 2024, which is released under the Creative Commons Attribution-ShareAlike 3.0 license ("CC BY-SA 3.0"); additional terms may apply (view authors). المحتوى متاح وفق CC BY-SA 4.0 ما لم يرد خلاف ذلك. Images, videos and audio are available under their respective licenses.
®Wikipedia is a registered trademark of the Wiki Foundation, Inc. Wiki العربية (DUHOCTRUNGQUOC.VN) is an independent company and has no affiliation with Wiki Foundation.