الفاشية الروسية

بدأ المصطلح في الانتشار في وسائل الإعلام أثناء ضم شبه الجزيرة الأوكرانية القرم من قبل الاتحاد الروسي، وإسقاط طائرة بوينج 777 بالقرب من دونيتسك في 17 يوليو 2014 ومن ثمّ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في نفس العام. شاعَ مصطلحُ الفاشية الروسية بين النخب العسكرية والسياسية في أوكرانيا، وكذلك من قبل عددٍ من الصحفيين والمؤثرين والمدونين الأوكرانيين والغربيين، فعلى سبيل المثال دعا أوليكسي دانيلوف أمين مجلس الأمن القومي والدفاع إلى استخدام الكلمة أو العبارة في وصفِ العدوان الروسي على أوكرانيا.

في قلبِ الفاشيّة هناك إنكارٌ لحكم القانون وتأكيد قانون القوة وعدم احترام سيادة الجيران ومحاولة تأكيد الذات من خلال العنف والقوّة المفرطة.  بشكل عامٍ فإنّ هذه الميزات متأصلةٌ في أي حكومة روسيّة، كما أنَّ أحد أُسس هذه الأيديولوجية هو النظريّة القائلة بـ «الاختيار الإلهي للروس». وفقًا للمؤرخ الروسي ألكسندر سكوبوف، فإنَّ الفاشية الروسية هي مزيج انتقائي من شوفينية القوى العظمى والحنين إلى الماضي السوفيتي والأرثوذكسية السوداء، كما تتميز الفاشية الروسية بازدراء الفرد، والرغبة في حلِّ الفرد في الأغلبية وقمع الأقلية، عدى عن عدم الإيمان بالديمقراطيّة المتأصّل أساسًا.  تنطلقُ الفاشية الروسية من حقيقة أن «روح الشعب» و«المصلحة العامة العليا» لا تتجلَّى من خلال الآليات الانتخابية الرسمية، ولكن بطريقة «صوفية غير عقلانية» من خلال زعيمٍ أصبح كذلك لأنه تمكّن من تنظيف أو تطهيرِ الآخرين. الرمز الرئيسي للفاشية الروسية لدى الغرب هو الحرف اللاتيني «Z»، ومن غير المعروف كيف ولماذا اختيرَ هذا الحرف الذي لا معنى دقيق له.

ظهرت في الأيام الأولى للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا عام 2022 صور ومقاطع فيديو للمعدات العسكرية الروسية الموسومة بأحرف لاتينية بيضاء هي «Z» و«V» على شبكات التواصل الاجتماعي. كان الحرف «Z» الأكثر شيوعًا وقد اعتُبر من قِبل بعض وسائل الإعلام علامةً على دعمِ الحرب ضد أوكرانيا.