علي بن حسين بن علي بن محمد بن عبد العالي الكركي العاملي (868 هـ أو 870 هـ - 940 هـ مع الاختلاف في تحديد يوم وفاته).
هو رجل دين وفقيه شيعي من جبل عامل، يُشتهر الكركي في الأوساط الشيعية باسم المحقق الكركي أو المحقق الثاني، وله العديد من التحقيقات في الفقه والتي تُدرّس كثيرٌ منها في الحوزات العلمية، وله آراء فقهية مثيرة في مسألة ولاية الفقيه.
علي الكركي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 868 هـ أو 870 هـ. كرك نوح. |
الوفاة | اختلف المترجمون للكركي في تحديد تاريخ وفاته إلّا أن الشائع أن وفاته كانت في الثامن عشر من ذي الحجّة 940 هـ. لم يقطع أحدٌ ممن ترجموا له بمكان وفاته إلا أنه قد ذُكر أنه في النجف. |
مكان الدفن | العتبة العلوية، والنجف، والعراق |
مواطنة | الدولة المملوكية |
الحياة العملية | |
التلامذة المشهورون | حسين بن أبي سروال |
المهنة | كاتب، وعالم مسلم، وفقيه |
مجال العمل | الإسلام |
تعديل مصدري - تعديل |
عاش متنقلاً بين البلدان فمن بلده جبل عامل هاجر إلى الشام وبعد أن درس على علمائها الشوافع ارتحل إلى مصر ثُمّ إلى العراق حتى إذا أقيمت الدولة الصفوية عزم على التوجه إلى إيران فحظي بثقة الشاه إسماعيل الصفوي وقلّده بعض المناصب الدينية العالية وجرى على ذلك خلفه طهماسب الأول وقد توفي الكركي في عهده على بعض الأقوال.
ويحظى الكركي بتوثيق من كبار رجاليي الشيعة، ومن بينهم: الحر العاملي،(1) والمجلسي،(2) ويوسف البحراني،(3) وحسين النوري،(4) وحسن الصدر،(5) ومحمد باقر الخوانساري،(6) والتفرشي،(7) ونظام الدين القرشي،(8) وغيرهم.
لا يوجد اختلاف في اسمه، فقد صرّح هو في كثير من المواضع بأنّ اسمه علي، وكل المصادر التي ذكرته وترجمت له، ابتداءً من القرن العاشر وحتّى عصرنا الحاضر، سمّته بذلك أيضاً. والصحيح في نسبه كما صرح به الكركي بنفسه، والذي وُجد في أكثر المصادر هو: علي بن الحسين بن عبد العالي، نسبة إلى أبيه وجدّه. وقد يُنسب اختصاراً إلى جدّه فيقال: علي بن عبد العالي.
له كنية واحدة، وهي أبو الحسن، ذكرها بعض معاصريه والقريبين من عصره.
للكركي كذلك ألقاب كثيرة، بعضها اختُصّت به ولازمته فلا يتبادر الذهن إلى غيره عند إطلاقها، وبعضها عُرف بها عند العلماء والمؤلّفين وأصحاب التراجم والسير، وبعضها ألقاب نادرة أطلقها عليه نفر أو نفران من العلماء.
وهذه الألقاب منها ما يرتبط بنسبه، ومنها ما يتعلّق بالمكان الذي وُجد فيه ردحاً من الزمن، ومنها ما يشير إلى المكانة العلميّة التي وصل إليها هذا الرجل والدور الذي أدّاه في نشر التشيُّع وترسيخ قواعده، ومنها: زين الدين، نور الدين، خاتم المجتهدين، علاء الدين، الكركي، العلائي، الشامي، العاملي، مروّح المذهب، المولى المروّج، المحقّق الثاني، المحقّق الكركي، النجفي.
آل الكركي من الأسر الشيعية المشهورة في كون أبنائها ممن سلكوا مسلك رجال الدين، وقد انتشروا في الشام والعراق وإيران، وأسرة علي الكركي تحديداً فيها من مشاهير العلماء الشيعة الذين مكثوا في النجف مدة قصيرة وسرعان ما تفرقوا عنها. ومنهم جده الأعلى: الشيخ عبد العالي الكركي، من تلامذة علي بن هلال الكركي. ووالده: عزّ الدين حسين بن عبد العالي الكركي، كان حياً سنة 900 هـ، يروي عن أحد ولدي الشهيد الأول، ويروي عنه الشيخ علي بن هلال الجزائري.
ولد عام 868 هجرية أو عام 870 هجري، في كرك نوح وهي إحدى المدن الصغرى بالقرب من بعلبك في لبنان، ويعدهاالبعض من قرى ومدن جبل عامل لقربها من القرى العاملية.
وكرك نوح أو مدينة نوح أو حصن نوح وهي إحدى مدن لبنان حالياً، قيل إن فيها قبر النبي نوح. وكانت بلدة كرك معقلاً للشيعة منذ الفتح الإسلامي بسبب وجود بعض القبائل الموالية للأمام علي مع الجيوش التي فتحت بلاد الشام ودخلت البقاع أمثال الهمدانين وخزاعة التي تفرع منها الحرافشة.
وازدهرت مدرسة الكرك في القرنين العاشر والحادي عشر وبلغت درجةً مرموقة من حيث عدد العلماء والطلاب وأنواع العلوم التي تعطي وطرق التدريس، فقصدها الطلاب المعرفة من مختلف الاقطار وخصوصاً من جبل عامل أمثال الشهيد الثاني زين الدين الجبعي الذي رحل إلى كرك نوح طلباً للأخذ من مشايخها.
تلقى علومه الإسلامية على المذهب الشيعي في قرى وبلدات جبل عامل مثل كرك نوح وجزين وعيناتا ثم هاجر إلى مصر لدراسة المذاهب الاربعة، فأخذ هناك عن علمائها وحصل على الاجازات من شيوخها بالرواية، كما سافر إلى دمشق ودرس المذهب الشافعي فيها.وبعدها يمّم وجهه إلى النجف عام 909 وحضر على كبار علمائها، كذلك ذهب إلى بغداد والحلة وجالس العديد من العلماء.
روى الشيخ المحقق الكركي ودرس عند كثير من علماء عصره ومنهم:
يروي عنه جماعة كثيرة جدا من فضلاء عصره، كما درس عليه جمع من العلماء وقد تخرّج عليه أكثر من أربعمائة مجتهد ومنهم:
هو أول فقيه من جبل عامل يستجيب لدعوة الصفويين. وقد رفض قبله الشهيد الثاني دعوة الصفويين له بالذهاب إلى دولتهم.
التقى المحقق الكركي بالشاه إسماعيل الصفوي في (هرات) عندما فتح الملك الصفوي هذه المدينة، وطلب منه أن ينتقل معه إلى إيران ويتولى شؤون الدولة الشرعية والفقهية بموجب المذهب الشيعي.
لم يخف المحقق الكركي استياءه من بطش الصفويين بالسنّة في مدينة هرات بعد فتحها والقضاء على دولة الازبك، خاصة بعد أن قتل الجيش الصفوي شيخ الإسلام في هرات سعد الدين التفتازاني صاحب كتاب «المطول في البلاغة» فنبهه إلى خطئه في الاضطهاد الطائفي والفتك بمن يخالفه في المذهب.
انتقل المحقق الكركي إلى إيران بصحبة الشاه واستغل هذه الفرصة أفضل استغلال، ونشط في تكريس ونشر فقه أهل البيت عليهم السلام في إيران، وتولى تعيين العلماء وأئمة الجماعة والقضاة في أطراف البلاد بصورة منظمة.
فقد كان المحقق الكركي أول من نظّم ارتباط العلماء بالمرجعية، وكذلك نظّم جباية الحقوق الشرعية بصورة ميدانية وواسعة في الدولة الصفوية، (كما فعل الشهيد الأول في بلاد الشام) مستفيدا من إمكانات النظام والدعم السياسي والمالي الذي كان يتلقاه من قبل الدولة.
قد استطاع المحقق الكركي أن يقنع جمعا من زملائه وأصدقائه وتلاميذه في جبل عامل للهجرة إلى إيران والإفادة من هذه الفرصة السانحة لنشر وتكريس المذهب الشيعي وبسط نفوذ الفقهاء في هذه الدولة الفتية.
ويبدو أن المحقق الكركي استطاع أن يحقق خلال هذه الفترة أهدافه بصورة جيدة، ونجح في بسط نفوذ المؤسسة الفقهية إلى حد بعيد، مما جعل البلاط الملكي يتضايق منه بصورة أو بأخرى، وقد أدى ذلك فعلا إلى برود ملحوظ في علاقة المحقق الكركي ببعض أجنحة البلاط، فآثر المحقق أن يغادر إيران إلى العراق، ويعود إلى النجف مرة أخرى ليعاود نشاطه الفقهي في هذه المدينة.
وقد مكث المحقق لقرابة ست سنوات في النجف توفي خلالها الشاه إسماعيل وخلف على الملك ابنه طهماسب.
ويبدو أن الفراغ الذي خلفه المحقق الكركي من بعده أضرّ بالدولة، مما جعل طهماسب ابن الشاه إسماعيل يطلب من المحقق العودة إلى إيران لتسلم منصب شيخ الإسلام في عاصمة ملكه (اصفهان). فاستجاب المحقق الكركي لدعوة الملك ورجع إلى اصفهان عاصمة الصفويين بصفة (نائب الإمام). وهذه الصفة تمنحه بطبيعة الحال الولاية المطلقة في شؤون النظام والامة وتجعل مشروعية النظام تابعة لاذن الفقيه. وأقر النظام الصفوي للمحقق بهذه الولاية المطلقة النائبة عن ولاية الإمام، وصرح له الملك (بأن معزول الشيخ لا يستخدم ومنصوبه لا يعزل)
كان وفود المحقق الكركي على عاصمة الصفويين بداية لهجرة واسعة من قبل فقهاء جبل عامل والمراكز الفقهية العامرة الأخرى في ذلك التاريخ مثل البحرين. وقد قدم إلى إيران بعد المحقق الكركي جمع من كبار الفقهاء منهم: الشيخ حسين بن عبد الصمد ـ والد الشيخ البهائي ـ، والشيخ علي المنشار، وكمال الدين درويش محمد العاملي، والشيخ لطف الله الميسي العاملي، والشيخ الحر العاملي وغيرهم.
يُنقل في المصادر والكتب التي ذكرته أن له ابنين عبد العالي، وأما ابنه الآخر: فهو حسن بن علي بن حسين بن عبد العالي الكركي الذي كان من علماء دولة الشاه طهماسب، وله عدد من المؤلفات منها: عمدة المقال في كفر أهل الضلال، وشرح الإرشاد، والمنهاج القويم في التسليم، ومناقب أهل البيت ومثالب أعدائهم، والبغة في وجوب صلاة الجمعة.
والظاهر أن له ثلاثة أصهار وأربعة بنات وهم على الشكل التالي:
ومن أحفاده الشيخ علي بن عبد العالي بن علي بن الحسين المحقق الكركي.
ومن أحفاده أيضا الشيخ أحمد بن نور لدين بن علي بن عبد العالي الكركي، قال عنه في الأعيان: عالم فاضل يروي عن محمد بن محمد بن محمد بن داوود المعروف بإبن المؤذن الجزيني العاملي.
له العديد من المؤلّفات والمصنفات والكتب تصل إلى حدود إثنين وثلاثين كتاباً: أبرزها:
اختلف في تحديد تاريخ وفاته، فالحر العاملي حدد تاريخ وفاته في سنة 937 هـ في ترجمته للكركي في كتابه أمل الآمل، أما حسن الصدر الذي كتب تكملة على أمل الآمل بعنوان تكملة أمل الآمل ورد قول الحر العاملي في تحديد يوم وفاة الكركي فقال: ”وكانت وفاته في النجف ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة أربعين بعد الألف من الهجرة. وقد وهم صاحب الأصل في تاريخ وفاته حيث ذكر أنها سنة سبع وثلاثين وتسعمائة“.
وقد فصّل محسن الأمين القول حول هذا الاختلاف في أعيان الشيعة فقد نقل عدّة أقوال أخرى في تحديد يوم وفاة الكركي؛ كان منها:
|
|
This article uses material from the Wikipedia العربية article علي الكركي, which is released under the Creative Commons Attribution-ShareAlike 3.0 license ("CC BY-SA 3.0"); additional terms may apply (view authors). المحتوى متاح وفق CC BY-SA 4.0 ما لم يرد خلاف ذلك. Images, videos and audio are available under their respective licenses.
®Wikipedia is a registered trademark of the Wiki Foundation, Inc. Wiki العربية (DUHOCTRUNGQUOC.VN) is an independent company and has no affiliation with Wiki Foundation.