الحوار الأسري هو مناقشة الأمور المتعلقة بشؤون الأسرة بإيجابية ، لحل المشكلات ، وغرس القيم و الأخلاق ، بعيداً عن التوترات والاضطرابات و استخدام عبارات النقض المتبادل .
ويعد الحوار الأسري من أهم الحوارات الاجتماعية بسبب أهميته في تأسيس شخصية الفرد على الحوار . ولقد عرض القرآن العديد من الحوارات الأسرية كأسلوب من أساليب تعزيز القيم و التربية على الأخلاق الفاضلة ،كما في حوار النبي نوح مع ابنه يدعوه إلى اللحاق به و الإيمان برسالته ، و كذلك حوار النبي يعقوب مع أبنائه في تأكيد توحيد الله و عبادته وحده لا شريك له و حوار النبي يوسف مع إخوته ونحوها من الحوارت الأسرية القرآنية.
الحوار الأسري: هو وسيلة من وسائل التواصل الفعال بين أفراد الأسرة؛ لجعلهم قادرين على التعامل مع الآخر، والتعايش مع المجتمع . أو هوالتفاعل بين أفراد الأسرة الواحدة عن طريق المناقشة، والحديث عن كل ما يتعلق بشؤون الأسرة من أهداف ومقومات و عقبات ، ويتم وضع الحلول، وذلك بتبادل الأفكار و الآراء الجماعية حول محاور عدة ، مما يؤدي إلى خلق الألفة و التواصل. فالحوار الأسري كل ما يتعلق بحديـث الأب مع أبنائه ، أو نقاش الأبناء مع أبائهم ، أو حديث الزوج مع زوجته والعکس ، فکل هذا يندرج تحت مفهوم الحوار الأسري، الذي نطمح أن يکون مظلة الحوار الهادئ البناء الذي يعزز القيم ويقوي المبادئ وينشر سحابة المودة والرحمة. والحوار موجود منذ أن خلق الله الکون؛ ولکن طرأت بعض المتغيرات السياسية، الاقتصادية، الفکرية والاجتماعية تسببت في غياب الحوار عنا وأصبحنا لا نمارسه في حياتنا اليومية .
إن الحوار يعد مطلباً أساسياً في العلاقة الزوجية حيث إنه بمثابة اللبنة الأساسية لبناء حياة زوجية مستقرة ، هذا غير أنه يعد من أكثر الطرق فعالية للتواصل مع الطرف الآخر مما ينتج عنه ما تسمى بعملية " التوأمة الفكرية " فيما بين الزوجين ، وبذلك تزيد الألفة والمحبة فيما بينهما؛ وهذا بحد ذاته يجعل كل منهما متفهم لطبيعة الآخر وفكره وأحاسيسه وميوله . وكذلك يعتبر الحوار الأسري ركيزة مهمة في البناء التربوي لأفراد الأسرة وحسب دراسة (آل عازب:2019 ) فالحوار الأسري يـسهم (بدرجة كبيرة جداً) في تكوين الجانب الإيماني للأبناء، وكذلك يسهم (بدرجة كبيرة) فـي تكـوين الجانب النفسي، والأخلاقي والاجتماعي، والعقلي للأبناء . و يُعد الحوار الأسري أساس للعلاقات الأسرية الحميمة، والذي يساعد على نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة لما يخلق من روح التفاعل الاجتماعي؛ مما ينتج من ذلك تعزيز الثقة في أنفسهم وتأكيد ذواتهم، وهذا ما يجعلهم أکثر قدرة على تحقيق طموحاتهم و أمالهم.
القرآن يحمل صوراً ونماذج عدة تساهم في تأصيل فكرة الحوار الإيجابي الفعال، وأن الحوار هو الأصل في الدعوة والتعامل والسلوك. فالحوار كان نهج الأنبياء مع أقوامهم في مختلف أزمنتهم وأمكنتهم من نبي الله نوح إلى النبي محمد ﷺ.
جاء في القرآن نموذج لحوار الابن (النبي إبراهيم) مع أبيه المشرك يدعوه إلى عبادة الله وحده برفق ولين واحترام﴿يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ٤٣ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ٤٤﴾ [مريم:43–44] فلما لم يقتنع الأب ولم يستجب قال له النبي إبراهيم ﴿قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ٤٧﴾ [مريم:47].
ويعرض القرآن حوار النبي يوسف مع إخوته و قد أقروا بخطئهم فطلبوا منه أن يغفر لهم :﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ٩١ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ٩٢﴾ [يوسف:91–92].
وقد جاء في القرآن حوار الزوج النبي محمد مع زوجته في خطأ وقعت فيه الزوجة ، وبيّن القرآن جانب من جوانب التعامل مع المخطئ ؛وذلك بالإعراض عن الاتيان بجميع أخطاء المخطئ، وهو ما يسمّى بالتغافل ،﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ٣﴾ [التحريم:3].
This article uses material from the Wikipedia العربية article حوار أسري, which is released under the Creative Commons Attribution-ShareAlike 3.0 license ("CC BY-SA 3.0"); additional terms may apply (view authors). المحتوى متاح وفق CC BY-SA 4.0 ما لم يرد خلاف ذلك. Images, videos and audio are available under their respective licenses.
®Wikipedia is a registered trademark of the Wiki Foundation, Inc. Wiki العربية (DUHOCTRUNGQUOC.VN) is an independent company and has no affiliation with Wiki Foundation.