يشير التمرد الإسلامي أو الجهادي في الساحل إلى التمرد الإسلامي بمنطقة الساحل غرب إفريقيا بعد الربيع العربي في عام 2011 حتى يومنا هذا.
يدل اسم حرب الساحل على الصراع الممتد في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو خصوصًا.
أدى تدفق الأسلحة بعد نهاية الحرب الأهلية الليبية عام 2011، إلى تسليح الطوارق خلال تمردهم من أجل المطالبة بمزيدٍ من الحكم الذاتي والاستقلال لوطنهم في شمال مالي، الذي أطلقوا عليه اسم أزواد. دعم الطوارق القذافي في ليبيا إلى حد كبير أثناء الحرب، وما تزال مناطق الطوارق، بما فيها غات، معاقل موالية للقذافي. شرع مقاتلو الطوارق، الذين حاربوا مع القذافي، بالعودة من ليبيا عقب الحرب، متذرعين بتعرضهم للتمييز من قِبل الحكومة الجديدة.
في أكتوبر 2011، تأسست الحركة الوطنية لتحرير أزواد على يد متمردي الطوارق السابقين والمقاتلين الذين عادوا من ليبيا. قاتلت جماعة أخرى يهيمن عليها الطوارق، تُعرف بجماعة أنصار الدين الإسلامية، ضد حكومة مالي أيضًا. لكنها، على عكس الحركة الوطنية لتحرير أزواد، لا تسعى إلى الاستقلال بل إلى فرض الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء مالي الموحدة.
في مارس 2012، خُلع الرئيس المالي أمادو توماني توري إثر انقلابٍ بسبب طريقة تعامله مع النزاع. واجتاح المتمردون بعد الانقلاب أكبر ثلاث مدن في شمال مالي: كيدال وغاو وتمبكتو.
في 6 أبريل 2012، قالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد إنها حققت أهدافها وأعلنت استقلال أزواد عن مالي.
كانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد تتلقى الدعم في البداية من أنصار الدين. ومع ذلك، بدأت جماعة أنصار الدين فرضَ قوانين الشريعة الصارمة في الأراضي المحتلة، وتعاونت معها جماعات إسلامية أخرى، كان من بينها حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، مجموعة منشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وسرعان ما دخلوا في صراع مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد. بحلول يوليو 2012، كانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد فقدت السيطرة على شمال مالي بمعظمه لصالح الإسلاميين.
تقدمت القوات الإسلامية بحلول يناير 2013 مسافة 600 كيلومتر من العاصمة وكانت على وشك السيطرة على مدينة موبتي الرئيسية. بدأت الحركة الوطنية لتحرير أزواد محادثات سلام لإعادة التنظيم مع حكومة مالي في حين أطلق الجيش الفرنسي عملية سرفال في 11 يناير، وتدخل في النزاع. ساعدت الحملة الجوية الفرنسية حكومة مالي على صد تقدم الإسلاميين، مما سمح لهم باستعادة مدن تمبكتو وغاو وكيدال الرئيسية. بحلول نهاية مايو 2013، تعين على القوات الإسلامية والطوارق التراجع إلى صحراء شمال شرق مالي.
انتهت عملية سرفال في يوليو 2014. وبدأت عملية برخان بعد فترة وجيزة في 1 أغسطس 2014 «لضمان أمن دول الساحل، وفي الواقع أمن فرنسا».
خلال الأيام الأولى من شهر يناير 2022، وبعد عدة أشهر من الشائعات والمفاوضات، انتشر في مالي مئاتٌ من عناصر المرتزقة الروس التابعين لمجموعة فاغنر، بالإضافة إلى جنود من الجيش النظامي الروسي.
تواجه النيجر حركات تمرد جهادية في أراضيها الغربية (نتيجة تداعيات حرب مالي) وفي منطقتها الجنوبية الشرقية (نتيجة لانتشار التمرد الإسلامي في نيجيريا). بدأ التمرد في غرب البلاد بهجمات في عام 2015 واشتد اعتبارًا من عام 2017. نُفذت العمليات الهجومية في البلاد بوتيرة أكبر منذ عام 2021.
امتد التمرد في منطقة الساحل إلى بوركينا فاسو في عام 2015، إذ بدأ بهجوم على قوات الشرطة شنه أعضاء مزعومون من بوكو حرام. في عام 2016، تصاعدت حدة الهجمات بعد تأسيس الإمام إبراهيم مالام ديكو لجماعة جديدة عُرفت باسم أنصار الإسلام.
في عام 2022، بدأ التمرد في بوركينا فاسو بالانتشار إلى دولتي بنين وتوغو المجاورتان. في 8 فبراير 2022، هاجم المتمردون حديقة دبليو الوطنية في بنين، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص. في 11 مايو 2022، عبر مسلحون الحدود إلى توغو وقتلوا ثمانية جنود.
أثمر تعاون جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وممارسة تدريباتها معه في منطقة الساحل منذ عام 2006، فتوسع وجودها في التشاد والنيجر عام 2014 بعد نجاحها في الاستيلاء على أراض نيجيرية خلال التمرد. شن تحالفٌ من دول غرب إفريقيا هجومًا على الجماعة في يناير 2015 التي كانت تسيطر آنذاك على منطقة كبيرة حول بحيرة تشاد. انسحبت الجماعة في النهاية من تحالفها مع القاعدة، وتعهدت بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في مارس 2015. بحلول نهاية عام 2015، أُجبرت بوكو حرام على التراجع إلى غابة سامبيسا في نيجيريا، رغم استمرار الهجمات، ولا سيما في النيجر.
This article uses material from the Wikipedia العربية article التمرد الإسلامي في الساحل, which is released under the Creative Commons Attribution-ShareAlike 3.0 license ("CC BY-SA 3.0"); additional terms may apply (view authors). المحتوى متاح وفق CC BY-SA 4.0 ما لم يرد خلاف ذلك. Images, videos and audio are available under their respective licenses.
®Wikipedia is a registered trademark of the Wiki Foundation, Inc. Wiki العربية (DUHOCTRUNGQUOC.VN) is an independent company and has no affiliation with Wiki Foundation.