البطالة هي ظاهرة اقتصادية بدأ ظهورها بشكل ملموس مع ازدهار الصناعة إذ لم يكن للبطالة معنى في المجتمعات الريفية التقليدية.
طبقا لمنظمة العمل الدولية فإن العاطل هو كل شخص قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ولكن دون جدوى. من خلال هذا التعريف يتضح أنه ليس كل من لا يعمل عاطل فالتلاميذ والمعاقين والمسنين والمتقاعدين ومن فقد الأمل في العثور على عمل وأصحاب العمل المؤقت ومن هم في غنى عن العمل لا يتم أعتبارهم عاطلين عن العمل. ويسمى من يعاني منها عاطلا في المشرق وبطّالا في المغرب.
وتعرف البطالة أيضا بأنها التوقف الإجباري لجزء من القوة العاملة برغم قدرة ورغبة هذه القوة العاملة في العمل والإنتاج.
القوة العاملة عبارة عن جميع السكان القادرين والراغبين في العمل (بدون احتساب الأطفال دون الخامسة عشر، الطلاب، كبار السن، العاجزين، وربات البيوت).
هو نسبة عدد الأفراد العاطلين إلى القوة العاملة الكلية وهو معدل يصعب حسابه بدقة. وتختلف نسبة العاطلين حسب الوسط (حضري أو قروي) وحسب الجنس والسن ونوع التعليم والمستوى الدراسي. ويمكن حسابها كما يلي:
معدل البطالة = (عدد العاطلين مقسوما بعدد القوة العاملة) مضروباً بمائة.
معدل مشاركة القوة العاملة = (قوة العمالة مقسوما على النسبة الفاعلة) مضروباً بمائة.
هناك عدة أنواع للبطالة نذكر منها:
تتفق معظم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية التي تناولت ظاهرة البطالة، أن أنماط البطالة وأشكالها ليست ثابتة أو نهائية، وإنما هي متغيرة ومتجددة باستمرار.
1. النمط الأول: تقسيم البطالة حسب نمط التشغيل، إلى ثلاثة أنماط هي:
أ. البطالة السافرة Open unemployment ويُقصد بـ«البطالة السافرة»، حالة التعطل الظاهر التي يعاني منها جزء من قوة العمل المتاحة، أي وجود عدد من الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه عند مستوى الأجر السائد دون جدوى، ولهذا فهم في حالة تعطل كامل لا يمارسون أي عمل لفترة قد تطول أو تقصر حسب ظروف الاقتصاد القومي، مثل بطالة الخريجين.
ب. البطالة الجزئية أو نقص التشغيل Underemployment وتعني الحالة التي يمارس فيها الشخص عملاً، ولكن لوقت أقل من وقت العمل المعتاد أو المرغوب. ومن ثم فهي تتضمن في معناها الواسع وجود جماعة من الناس يعملون لساعات عمل أو أيام أقل مما هو مرغوب، ويعملون من خلال عقود تختلف عمّا هو مرغوب، ويعملون في أماكن غير مناسبة للتشغيل، كما يكون إنتاجهم، عادة، أقل من الأعمال الأخرى.
ج. البطالة المقنعة أو المستترة Disguised unemployment وهي تلك الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العمال على نحو يفوق الحاجة الفعلية للعمل، ومن ثم يكون إنتاجهم أو كسبهم أو استغلال مهاراتهم وقدراتهم على نحو متدنٍ. وهذه البطالة تُعد أخبث الأنواع خاصة في الدول النامية، لأنها الوجه الآخر لتدني الإنتاج في العمل المبذول.
2. النمط الثاني: تقسيم البطالة حسب طبيعة النشاط الاقتصادي السائد إلى ثلاثة أنماط، هي:
أ. البطالة الاحتكاكية (الفنية) Frictional Unemployment وهي الحالة التي تحدث عندما يتعطل بعض الأشخاص، مع ما قد يكون من طلب على العمال لم يتم إشباعه بعد؛ لأن هؤلاء العمال المتعطلين غير مؤهلين لسد حاجة هذا الطلب. وينشأ –عادة- هذا النوع من البطالة بسبب إحلال الآلات محل العمال في بعض الصناعات، أو لصعوبة تدريبهم على الأعمال التي لم يسبق لهم التدريب عليها، والتي يتزايد الطلب عليها في سوق العمل.
ب. البطالة الدورية Cyclical Unemployment وهي التي تنشأ نتيجة للدورات التجارية المعروفة جيداً في النشاط الاقتصادي المتكامل؛ فعندما يحدث انخفاض عابر في الطلب على البضائع، يُرغم أصحاب المصانع على تخفيض عدد العمال أو تخفيض ساعات عملهم.
ج. البطالة الهيكلية (البنائية) Structural Unemployment ويُقصد بها ذلك النوع من التعطل الذي يصيب جانباً من قوة العمل، بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد القومي، وتؤدي إلى وجود حالة من عدم التوافق بين فرص التوظف المتاحة ومؤهلات وخبرات العمال المتعطلين الراغبين في العمل والباحثين عنه. وتحدث البطالة الهيكلية بسبب تغير في هيكل الطلب على السلع والمنتجات، أو إلى تغير في الفن التقني المستخدم، أو إلى تغيرات في سوق العمل نفسه.
3. النمط الثالث: تقسيم البطالة حسب طبيعتها الخاصة إلى:
أ. البطالة الموسمية Seasonal Unemployment وهي البطالة التي تحدث أساساً في القطاع الزراعي بسبب موسمية الإنتاج الزراعي. فقد أصبحت الزراعة مهنة لبعض الوقت، خاصة وأن صغر حجم الحيازة الزراعية بفعل تفتت الحيازة أدى إلى الحد من العمالة الزراعية. وقد تحدث في بعض الصناعات في الريف بسبب التغيرات الموسمية في النشاط الاقتصادي نتيجة للظروف أو للتغيرات، التي تطرأ على أنماط الاستهلاك.
ب. البطالة الاختيارية Voluntary Unemployment وهي الحالة التي يتعطل فيها الفرد بمحض إرادته واختياره، حينما يقدم استقالته عن العمل، إما لعزوفه عنه أو تفضيله لوقت الفراغ، وإما لأنه يبحث عن عمل أفضل يوفر له أجراً أعلى، وظروف عمل أحسن، أو للانسحاب من سوق العمل بإرادته، كجماعات التكفير والهجرة التي ترفض العمل في الحكومة.
د. البطالة الإجبارية أو القسرية Involuntary Unemployment ويُقصد بها الحالة التي يتعطل فيها العامل بشكل قسري، أي من غير إرادته أو اختياره، وتحدث من طريق تسريح العمال بشكل قصري مع أن العامل راغب في العمل (مثل ظاهرة المعاش المبكر الإجباري) وقادر عليه وقابل لمستوى الأجر السائد. وقد تحدث البطالة الإجبارية عندما لا يجد الداخلون الجدد لسوق العمل فرصاً للتوظف، على الرغم من بحثهم الجدي عنه، وقدرتهم عليه، وقبولهم لمستوى الأجر السائد. وهذا النوع من البطالة يسود بشكل واضح في مراحل الكساد الدوري في الدول الصناعية، أو في حالة خصخصة الشركات والمنشآت العامة في الاقتصاد القومي. إن عرض أشكال البطالة ليس هدفاً نهائياً أو غاية في حد ذاته، بل تتوقف جدواه على ما يقدمه من وصف موضوعي واقعي لأشكال البطالة القائمة حتى يسهم ذلك في تشخيص دقيق لها، ومن ثم تحليل أعمق وأشمل لكل عناصرها وأبعادها، الأمر الذي يساعد في وضع تصور علمي لمواجهة الآثار المترتبة عليها والتخفيف من حدتها.
البطالة المخفية هي حالة لا يتم فيها حساب الأشخاص العاطلين عن العمل في إحصاءات البطالة الرسمية. ومن بين العمال المحتملين الذين يقعون في هذه الفئة، الأفراد الذين تخلوا عن البحث عن عمل، والذين تقاعدوا مبكرا وأولئك الذين لديهم وظائف موسمية أو بدوام جزئي. إن عدم إدراج البطالة المخفية في أرقام البطالة الإجمالية يجعل معدل البطالة أقل مما هو عليه فعلاً .
أو هي البطالة التي لا تحصى أو تشير إلى مجموعة الأشخاص الغير عاملين الذين لا يتم حسابهم في إحصاءات البطالة الرسمية لأسباب متنوعة. فقد لا تكون أرقام البطالة التي يصدرها مكتب إحصاءات العمل كل شهر دقيقًا كما يعتقد البعض. هذا لأنه بالإضافة إلى عدم احتساب أي شخص يقل عمره عن 16 عامًا، أو المتقاعدين، أو السجناء، أو الأزواج الذين يبقون في المنزل، فإن الأشخاص الذين يتخلون عن وظيفة يبحثون عن وظيفة يتم استبعادهم من إحصاءات البطالة أيضًا.
البطالة المخفية تشمل الأشخاص المؤهلين أكثر من اللازم للوظائف المتاحة حاليًا وليسوا على استعداد للعمل بأجور منخفضة. أو أن قطاعاً معيناً قد يكون قليل التوظيف مما يجعل هذا الشخص يعمل في وظيفة خارج تخصصه . وهناك آخرون ممن يأخذون استراحة طويلة من العمل. ويحتاج الشخص إلى أن يكون باحثاً عن وظيفة في الأسابيع الأربعة الماضية ليُعتبر من العاطلين عن العمل حسب إحصاءات البطالة.
وهناك مجموعة أخرى لا تعتبر عاطلة عن العمل هي «العاملون بدوام جزئي». وهم الأشخاص الذين يعملون لأقل من 35 ساعة في الأسبوع لأسباب اقتصادية، ولكنهم يريدون العمل بدوام كامل.
على الرغم من أن أنواع العاملين المذكورة أعلاه لا يدخلون في حسابات معدلات البطالة الشهرية، إلا أن دوائر الإحصاءات العمالية والتوظيفية تقدم ما تسميه جدول «الإجراءات البديلة لاستغلال اليد العاملة» الذي يصاحب الأرقام الرسمية. هذه الطريقة لتتبع معدلات البطالة تستخدم أيضا من قبل كندا والمكسيك وأستراليا واليابان وجميع دول المجموعة الاقتصادية الأوروبية.
بلغت نسبة البطالة في مصر في عام 2006 حسب إحصائات وكالة المخابرات المركزية %10.30 ونتجت عن البطالة الكثير من الكوارث الغبية في المجتمعات الذكية مثل زيادة نسب الجرائم. وزيادة الهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية وإقبال عدد الشباب المصري على الانتحار للشعور باليأس بسبب البطالة، وعدم قدرتهم على إعالة أسرهم
وفي عام 2006 أعلن المركز المصري للحد من البطالة والدفاع عن حقوق الإنسان، عن تأسيس أول رابطة «للعاطلين» في مصر، في محاولة لتغيير حياتهم من خلال توفير فرص العمل لهم
ارتفعت نسبة البطالة في عصرنا الحاضر ارتفاع كبير.. فعدم توفر وظائف شاغرة أدى إلى انحراف الشباب عن الطريق الصحيح وذلك لوجود وقت فراغ كبير فالشباب يضيعه في غير فائدة وذلك لعدم توفر وظيفة له.
يتخرج الشاب من الكلية أو الجامعة ويبقى سنوات عديدة ينتظر الوظيفة وهذا مما يؤدي إلى ارتفاع البطالة.
تعتبر البطالة من أهم المشاكل التي يواجهها المغرب حيث تعرف ارتفاعا مستمراً، فقد بلغت في 2020 أكثر من 10.5 بالمئة من إجمالي القوى العاملة أي ما يقارب 1.292 مليون مغربي. نسبة البطالة في المغرب أكثر انتشارا في صفوف حاملي الشهادات الجامعية، بـ 17.8 بالمئة، فكل 6 عاطلين عن العمل من بين عشرة، لم يسبق لهم أن حصلوا على فرصة عمل، ويصل معدل البطالة لدى الشباب إلى 26.8 بالمئة، يرتقب أن يرتفع ذلك العدد إلى مستويات قياسية بسبب جائحة كورونا
في كومنز صور وملفات عن: بطالة |
This article uses material from the Wikipedia العربية article بطالة, which is released under the Creative Commons Attribution-ShareAlike 3.0 license ("CC BY-SA 3.0"); additional terms may apply (view authors). المحتوى متاح وفق CC BY-SA 4.0 ما لم يرد خلاف ذلك. Images, videos and audio are available under their respective licenses.
®Wikipedia is a registered trademark of the Wiki Foundation, Inc. Wiki العربية (DUHOCTRUNGQUOC.VN) is an independent company and has no affiliation with Wiki Foundation.